لقد كانت المرأة قبل الإسلام تعيش بعيدة عن مجتمعها حيث أُقصيت عن ركب الحياة، وهذا الإقصاء قد تمثل في حرمانها من حقوقها التي منحها الله إياها، فعانت الكثير في ظل مجتمع لا يقيم لها وزناً بل يعتبر وجودها مدعاة للعار. ولقد جاء الإسلام بأحكام متعلقة بالمرأة تكفل لها العيش بسعادة، فقد جعل منها عنصراً أساسياً في المجتمع الإنساني ومنحها كل الحقوق التي حُرمت منها، بل وجعل لها مكانة رفيعة في داخل المجتمع. وكعادة أعداء الله نجدهم يسعون إلى الطعن في الدين الإسلامي ولعلهم هذه المرة قد اختاروا نماذج مشوهة لنساء قُدمن في المجتمعات على أنهن مسلمات لكنهن في الحقيقة يعشن جاهلية العصر القديم بإطار حديث كونهن أدوات لتنفيذ رغبات الرجال، فهن في الحقيقة سلع تباع وتشترى في أسواق متمدنة شبيهة بأسواق الرقيق. إن الهدف من کتابة هذا المقال هو إلقاء الضوء على شخصية مثالية للمرأة المسلمة خصوصًا والمرأة عمومًا، تكون مثالًا للإيمان والعفّة والالتزام والحياء. إذ إننا نعاني اليوم من المرجعيات المعيارية والمنظومات القيمية. وبناء عليه، نجد بین کل فترة وأخرى مَن يُقدِّم لنا نماذج وقيم ومعايير جديدة قد تختلف كلياً عن القيم والمعايير السماوية. فما نحتاجه بالفعل هو الثبات في المرجعية المعيارية، الأمر الذي يخلق لدى الإنسان الهدفية وحسّ المسؤولية الفردية والاجتماعية، وسطَ الانجراف التامّ لما يعرضُه علينا عصر الصورة، والذي سخّرَ شخصيّة الأنثى لصالحِ مخططاته الترويجية والتجارية، فباتت المرأة علامةً تجاريةً إضافيةً في الإعلان والإعلام. وكانت الحاجة إلى تقديم نماذج لقدوات صالحة كالسيدة الطاهرة خديجةh -والتي غُيّبت عمداً – بهدف ايقاظ المجتمعات من سباتها العميق والذي جعلها تتوهم أن ما تعرضه لها القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي هو النموذج الأمثل للمرأة المسلمة.