اليوم، ومع هيمنة الفكر الليبرالي في العالم المعاصر، تعرّضت العديد من قضايا التاريخ الإسلامي للنقد، وشُنّت العديد من الهجمات على الإسلام والمسلمين من قبل أعداء الدین؛ وكان النبي9 وسیرته علی رأس ما استهدفته هذه الهجمات، كما أنّ مسألة تعدّد زوجات النبي9 هي ممّا تكتنفه الكثير من الشبهات وتتّهم الرسول بالشهوانيّة. وقد بحث هذا المقال في الشبهة المذكورة آنفاً، من خلال تفحص تراجم نساء النبي وعددهنّ باختصار، وقد توصل إلى أنّ تعدّد الأزواج كان معروفًا في سیرة الأنبياءD كما كان شائعًا في عصر النبي9، حیث لم يكن أيّ حدّ في اتّخاذ الزوجات. لكن الإسلام قد حدّد عددهنّ بأربع، واشترط على الرجل أن يقيم العدل بين زوجاته. وقد قضی رسول الله9 أكبر جزء من حياته وشبابه مع امرأةٍ واحدةٍ، ولم یتزوّج في كهولته إلّا لأسباب سياسيّة وعاطفيّة وثقافيّة وأخلاقيّة ودينيّة. فلم يكن الزواج المتعدّد للنبي9 رغبةً جنسیّةً منه بالنساء، بل من أجل الاعتلاء بالإسلام، وإقامة المودّة بين المسلمين والقبائل الأخرى، وإكرام النساء المنكوبات في الحرب والجهاد، وامتثال أمر الله، ونحو ذلك؛ فإنّ مثل هذه الشبهة مرفوضةٌ تمامًا.