الإستراتيجيّة القرآنيّة لتحكيم المقاومة الإسلامیّة «الجهاد الكبير في الآية 52 من سورة الفرقان نموذجًا»

أصبحت (المقاومة الإسلامیّة) اليوم بوصفها كلمة مفتاحيّة كثيرة التداول في مجال المفاهيم السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة... كلمة السرّ لجميع الشعوب المسلمة في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط). ومن حيث إنّ مفهوم المقاومة الإسلامیّة شأنه شأن أيّ مفهوم إسلاميّ آخر تعود جذوره إلى القرآن الكريم وسنّة النبيّ الأكرم، فإنّه يستحث الباحثين في حقول العلوم القرآنيّة والحديثيّة؛ لكي يخطو خطوة متقدّمة على طريق استيلاد مضامين جديدة حول موضوع المقاومة الإسلامیّة عبر مراجعة استقصائيّة دقيقة للكتاب والسنّة وإثراء رصيدها اللغويّ.
من بين القضايا المطروحة في موضوع المقاومة الإسلامیّة، الاستراتيجيّات الموصلة إليها. هذه الورقة بصدد الإجابة عن السؤال المطروح: ما الاستراتيجيّة التي يرسمها لنا القرآن الكريم والثقافة الإسلامیّة للمقاومة والصمود بوجه هيمنة المستكبرين وأطماع الأعداء؟ للإجابة عن السؤال عمدت الورقة إلى تحليل مضمون الآية الكريمة(52) من سورة الفرقان المباركة، وطرحت مصطلح (الجهاد الكبير) كدالّة مركزيّة في مفهوم مواجهة هيمنة الأعداء وأطماعهم؛ لتستنتج أنّ أهم استراتيجيّة قرآنيّة في إطار التحقّق العيني للمقاومة في مقابل أعداء الإسلام هي استراتيجيّة (الجهاد الكبير)، وقد أثبت تمسّك المسلمين بهذه الاستراتيجيّة في صدر الإسلام وفي القرون التالية، وكذلك في العصر الراهن، خصوصًا في العقود الأخيرة نجاحها الباهر في الميدان.
في ختام الورقة تمّ التأكيد على بعض ينبغيات تعزيز المقاومة وتقنينها في ضوء الآثار والبركات الجمّة للمقاومة الإسلامیّة في العقود الأخيرة، والتي استطاعت أن تحيي الثقة العامّة والأمل بالمستقبل في قلوب شريحة واسعة من المسلمين، لتصبح بمثابة ثروة اجتماعيّة ودينيّة عظيمة.