منشور الخطوة الثانية للثورة الذي خطّه قائد الثورة الإسلاميّة سماحة آية الله الخامنئي بمناسبة انقضاء أربعين عامًا من عُمر الثورة، يُمثّل منشورًا غاية في الأهميّة؛ حيث صوّر فيه أبرز خصائص الثورة الإسلاميّة، كما رسمَ لنا مسار تحرّكها خلال العقود الأربعة القادمة. ويتميّز هذا المنشور بأنّه مليء بالمفاهيم المهمّة والمصطلحات الأساسيّة والاستراتيجيّة، وقد أغرت أهميّته العديد من النخبة العلميّة والأدبيّة إلى شرحه وتفسيره. وفي هذه المقالة اخترنا واحدًا من تلك المفاهيم المتعلّقة بعلم الاجتماع والبحث في دلالاتها بالنسبة للثورة الإسلاميّة مع التأمّل والدقّة في مضمون المنشور، أمّا السؤال المهمّ الذي تطرحه المقالة، فهو: ما الدلالات والمستلزمات الخاصّة بالثورة الإسلاميّة كظاهرة حيّة؟ تشير المعطيات الحاصلة من خلال الاستعانة بالتحليل الوظيفيّ، إلى أنّ الاهتمام بالحفاظ على مكانة الوليّ الفقيه؛ باعتباره العقل المدبّر ومركز الأوامر الثوريّة، وعلى الوحدة الوظيفيّة بين عناصر الثورة الإسلاميّة ومكوّناتها، والحساسيّة تجاه البيئة المحيطة بالثورة في الداخل والخارج والتعاون بين المؤسّسات الثوريّة، من أهمّ الخصائص المهمّة والوظيفيّة المتعلّقة بالثورة الإسلاميّة كظاهرة حيّة، أو منظومة حيّة.