في الوقت الحاضر، يمرّ العالم الإسلاميّ بأزمةٍ على الصعيد الحضاريّ، ولم تفلح جميع التيّارات الموجودة في الساحة حتى الآن في الخروج من هذه الأوضاع، حتى أنّه لا يوجد تصوّر واضح عن موقع هذه التيّارات ودورها ووظيفتها. في هذا المقال يسعى الباحث بأسلوب الخطاب وعبر ترسيم ملامح هذه التيّارات وإطار خطاباتها إلى تشخيص هذه التيّارات أوّلًا، ثم تحليل مضامين كلّ منها؛ ليستنتج بالمآل أنّ مقاربة غالبية التيّارات الحضاريّة التي سادت العالم الإسلاميّ في القرن الأخير إزاء المشكلة الحضاريّة في بلدانها، اتّسمت ببعدٍ أحاديّ، الأمر الذي يفسّر بقاء هذه المشكلة دون حلّ. وفي المقابل نجد الباراديغم السيّال للحضارة الإسلاميّة الحديثة المطروح من قبل سماحة مرشد الثورة الإسلاميّة والمبني على تيّار الثورة الإسلاميّة، يهتمّ بالمشكلة الحضاريّة للعالم الإسلاميّ على جميع الصُعُد والأبعاد.